الكثير والكثير منا يحلمون دائما ً
ولكن هل نري دائما ً واقع أم أحلام
فالجميع يتمني أن يسعد في واقعه وفي أحلامه
ولا نرضي بالحزن أو علي الأقل لا نحاول الأعتراف به
خوفا ً من أن نظهر في أعين الناس
بأننا ضعفاء أو بدون حول ولا قوة
وإذا أكتشفنا ذات يوما ً أننا حلما ً حلم
ليس لنا رغبة فيه
نشتكي الزمن والظروف والحظ
فلا يوجد شئ أسمه الحظ
بل هناك القدر والنصيب
ولكل إنسان قدره ونصيبه بهذه الدنيا
فلا بديل غير الرضاء بهذا القدر
والطبيعي أننا لا نري ما بداخل القلوب الناس
لأن الله عز وجل وحده الذي يعلم ما بداخل القلوب
ولكن دعنا نتوقف للحظات أيها القارئ
لحظات بسيطة جدا ً تكفي فقط للتأمل
وحاول أن تغمض عيناك ولو قليلا ً
ولكن لا تغمضها عن الحقيقة
وحاول النظر داخل قلبك بصدق
أجعل عيناك تشاهد مشهد حزن
ومشهد فرح قد مررت بهم في الماضي
قد نجد أختلاف بينهم
والبعض منا قد لا يجد أختلاف بينهم
ففي مشهد الحزن ذرفنا الكثير والكثير من الدموع
دموع من العين ودموع من القلب
وفي مشهد الفرح البعض منا يبكي بشدة
فتتسائل لما البكاء أيضا ً ساعة الفرح ؟
فيقال أنها دموع الفرح
فما أجمل لحظات اللقاء
وما أثقل من لحظات الفراق
فمنا من يقابل الحب بحياته وينعم به
ويعيش معه أجمل القصص والأيام
ومنا من يقابل الحب أيضا ً ولكن
مع الأشخاص الخطأ
مما يجعله يتعذب وينعم بالحزن والدموع
ومنا من لا يقابل الحب بحياته
ويرضي بواقعه خوفا ً ممن حوله
والخوف من كثرة حكايات الفراق وعذاب الحب
فيفضل الأبتعاد عن الحب
ولكن هنا يأتي السؤال ؟
إذا أحببت وتخلي عنك من أحببت بدون أي أسباب أو مقدمات
وأبتعد عنك ورحل
وهو متأكد وعلي يقين داخل نفسه
أنه بفراقه لك هذا قد يتسبب في موتك
أو في ضياع الكثير من عمرك بلا فائدة
وعندما يبتعد عنك هذا الشخص
ومع فراقه يرسل الكثير الأصدقاء
ولكن أصدقاء من نوع خاص جداااااااااا
الصديق الأول
الحزن
والصديق الثاني
الدموع
والصديق الثالث
الوحدة
والصديق الرابع
الذكريات
والصديق الخامس
القلم
والصديق السادس
الورقة
والكثير والكثير من الأًصدقاء
الذي سيكونون ظلالك فيما بعد في حياتك
ويعيشون برفقتك في أيامك القادمة
ولكن لا تستغرب من وفاء هؤلاء الأصدقاء
لأنهم لا يتركون صديقهم بسهولة
فهم في غاية الوفاء والإخلاص
ولا يتخلون عنا بسهولة
فإذا أتت ساعة الرحيل
ولم يفراقك أصدقائك هؤلاء
فيا تري من منهم سيكون بجوار قبرك
يبكي عليك ويتذكرك
ويأتي إليك كل يوم
فالبشر دائما ينسون
حقا ُ لأن النسيان نعمة من الله
والوفاء قل في هذا الزمان
والأخلاص أيضا ً
فتنظر لهؤلاء الأصدقاء من داخلك
وتتسائل داخل نفسك
ياتري من منهم سيبكي علي قبري
فدعنا أيها القارئ ننظر لكل شخص منهم علي حدا
مرحبا بك أيها الحزن أيها الأمير العزيز
يامن كنت رفيقي طوال سنواتي
فأنت مثل الملك صاحب أضخم ممكلة
لقد قمت بتشيد تلك المملكة من كثرة مواقف البشر
وكثرة قصصهم ونواياهم
أنت حقا ً رفيق عزيز وغالي
يامن لا تحب السعادة
فأنها عدوك اللدود
تتمتع بقوة غريبة
تجعلك تستطر علي قلوب البشر
فهل ستتنازل يوما ً وتصدق في وعد صداقتك لي
وتأتي لزيارتي عند قبري وتبكي علي فقدان صديق
عزيز لديك منذ سنوات طويلة
ويامرحبا بك أيتها الدموع
يامن كنتي السبب في جفاف العين طوال سنوات ليست بقريبة
وكنتي السبب في جفاف قلب وغسله
بالكثير من الدموع
لقد كنتي مثل المطر الذي يأتي بعد طوال أنتظار
تمطري بلا توقف
فتحولي مملكتك لبحور من الدمع
حقا ً أهنئك علي تفانيك في عملك
وإخلاصك وجهدك فيه
لقد أتقنتي هذا العمل الشاق علي أكمل وجه
فهل سأتشرف يوما ً بزيارتك عند قبري
مرحبا بضيفي الثالث وحدتي
أين كنت ياصديقي منذ لحظات
كنت أبحث عنك في أرجاء المكان
هل تتصور أنني أشتقت إليك حقا ُ
هيا تقدم نحو صديقك العزيز
فأنت أشدهم إخلاص
وأنيسي المستمر بحياتي
اجدك بحياتي طوال الوقت
لا تفارقني حتي في ساعات نومي
فما أعجبك من صديقك
إذا تعرفت علي شخصك
اهتممت به جيدا
وكنت في غاية الجدية معه
لا يوجد مجال للهو أو اللعب في عملك
لقد أستمتعت حقا ُ برفقتك طوال هذا الوقت
لأنك غالي علي قلبي
لا تتركك صديقك أبدا ً
فأنت أوفي من الكثير من البشر
فهل ستأتي يوما ً لزيارتي
وأري دموعك عند قبري
ها أنتي ياصديقتي الرابعة
كيف حالك ياذكرياتي
لا أعلم ماذا أقول
هل أناديكي بذكرياتي السعيدة
التي لا أتذكر سوي القليل منها
أم أناديكي بذكرياتي المؤلمة
وكثرة ما عنيته بعمر مضي
فالإنسان الذي ليس له ذكريات
ليست له حياة
فأنتي رفيقة كل شخص في هذه الدنيا
فما أجملك وانتي أكثرهم شهرة
وصاحبة الكثير من المعجبين
فهل ستتنازلي يوما ُ وتأتين لزيارتي
أم ستكوني حينها بعملك مع أصدقائك ومعجبينك
يااااااااااااااااااه حبيبي الغالي قلمي
يامن كنت رفيق يدي منذ زمن بعيد
يامن كانت تنطلق الحروف منك بدون توقف
فلم أجد منك شكوي ذات يوم
وفي بعض الأحيان تحاول التوقف عن عملك
ولكن من كثرة ما تراه يحدث لصديقك الحميم
أجدك تأتي إلي لحالك دون اي نداء مني إليك
وأندهش لخضوعك لي
فأتسائل بداخلي ماذا حدث إليك
وما هذه الطاعة التي أراها فيك
حينها أنظر إليك وأجد جواب علي تسائلي
ولكن جواب في غاية الجمال والروعة
فتقول أياسيدي أنت من علمتني طوال حياتي
أن نكتب عن معانتنا وأحزاننا
واليوم تريد أن تتوقف
لا ياسيدي لقد تعاهدنا علي مشوار
وليس به من رجوع
فلا تتركني اليوم وحدي ياسيدي
وجودك بجواري هو حبري الذي أخطي به
فاليوم ياقلمي أن من أحتاجك
وأتسائل داخل نفسي
هل سأراك يوما ًُ بتلك البراءة التي توعدتها منك
واقف أمام قبري أم سيكون حينها قد جف حبرك
وأخيرا تأتي ورقتي العزيزة
يامن أستهلكت الكثير والكثير من عائلتك في كتابتي
وجعلت منك أباء وجدود من الكتب
أجتمعت كل هذه العائلة فيما ما يسمي
بدفتر خواطر وأشعار
فأصبحتي ذات عائلة قوية وكبيرة
يامن تحملتي التمزق من كثرة حيرتي
وتحملتي التوقف الذي بلا معني
بسن قلمي علي سطورك
وتحملتي بكاء قلمي عليكي
تحملتي الكثير من الكلمات
التي تفوق قدرات البشر في التحمل
فلم أجد منك أي تذمر ذات يوما ً
أو أعتراض علي وجودك بجواري
ياتري هل سأجدك يوما ً عند قبري
حقا ً ياتري من منكم ياأصدقائي
سيكون من أبحث عنه بداخلي
ليبكي علي قبري
فالسؤال يطرح نفسه عليكم ياأصدقائي الأعزاء
،،، رحمتك ياااااااااربي ،،،