اكاذيب اليهود والنصارى حول الظهور المقدس للامام المهدي (عليه السلام

اكاذيب اليهود والنصارى حول الظهور المقدس للامام المهدي (عليه السلام)
________________________________________




إن خبر الإمام الموعود ورد ذكره في أسفار الأنبياء السابقين، والنصارى واليهود يؤمنون بفكرة المخلص المنتظر، غير أنهم بالطبع زوروا هذه
الحقيقةكالعادة، ولفقوا الأباطيل والأكاذيب، وضللوا أتباعهم عن الحقيقة الواضحة، التي سيراها الجميع أحبوا أم كرهوا، فلا مجال لاختلاق الادعاءات
أمام نصوص الكتاب المحفوظ من التحريف وكلام سيد البشر المنزه عن الخطأ.
يعتقد اليهود ونصارى الغرب، أن قيام دولة إسرائيل للمرة الثانية في فلسطين، هو علامة لقرب ظهور الملك المنتظر بالنسبة لليهود، وللمجيء الثاني
للمسيح بالنسبة للنصارى، ولذلك يعكف الكثير من النصارى واليهود، على اختلاف تخصصاتهم العلمية والمهنية، في السنوات الأخيرة، على دراسة وتحليل وتفسير النبوءات التوراتية والإنجيلية، التي تُخبر عن أحداث آخر الزمان.
فبالنسبة للنصارى، المنقذ المنتظر عندهم هو نفسه المسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام، الذي سينزل في آخر الزمان ليقوم بإنقاذهم من أعداءهم
الكفار(المسلمين)، وينصر المسيحية في كل الأرض، ويقتل كل من لا يؤمن به من البشر. ويعتبر البروتستانت من أشد المؤمنين برجوع المسيح عيسى
ابن مريم عليهما السلام، ولهم علامات يؤمنون بها تسبق نزوله، فيعتقدون أن المسيح لن يرجع إلى الأرض إلا إذا تمت هذه العلامات، ومن أهمها تجمع
اليهود في فلسطين وإقامة دولة إسرائيل التي عاصمتها القدس وبناء الهيكل، عندها سينزل المسـيح عليه السلام الذي سيقوم برفعهم إلى السماء، بعد
انتصاره في معركة هرمجدون (الحرب العالمية الثالثة)، وقتله للكفار(المسلمين)، وإرجاعه الإخوة الضالين(اليهود) إلى المسيحية... ولهذا فهم من أشد المؤيدين لقيام إسرائيل و تجميع اليهود في فلسطين لتتم لهم النبوءة، ويتجلى هذا الأمر بوضوح في واقعنا من خلال تأييد أمريكا لإسرائيل وتواطؤ أوربا معها.
أما بالنسبة لليهود، فهم يعتبرون أنفسهم شعب الله المختار، وأن باقي الأعراق دونهم في المرتبة، ولا يصلحون إلا أن يكونوا خدما لهم، وهم يرون أن
المنقذ الموعود هو ملك اليهود، وهو من بني إسرائيل من نسل النبي داوود، الذي سيبني مملكة الرب ويقيم هيكل سليمان ويخضع الجميع له. لهذا فهم
ينتظرون مسيحا آخر، غير مسيح النصارى الذي قاموا بصلبه سابقا، ويدعون أن مسيحهم القادم سيقوم بشن حرب ضد كل أعداءهم و ينتصر عليهم،
ومن ثم ستأتي كل الشعوب لمسيحهم وتقدم له الهدايا وتطلب منه المغفرة فيسامحهم... يا لها من ادعاءات فارغة لا أساس لها من الصحة! قوم مخرفون!

تبقى الإشارة إلى أن هذه الآراء هي المروج لها إعلاميا، وهي اعتقاد العامة من النصارى واليهود، أما الخاصة من الأحبار والرهبان، فهم يعلمون يقينا
أن المنقذ الموعود ليس إلا ذلك الشخص الذي سيقضي على حضارة الغرب ويدك حصون الظلم ويضع حدا لجرثومة اليهود الأسطورية. حقيقة يدركونها
جيدا لأنها وردت في كتبهم قبل التحريف، لكن لا تتفق مع رغباتهم وأهوائهم. جاء في الإصحاح الحادي عشر من سفر أشعيا: (يخرج فرع من جذع يابس
وينمو غصن من أصوله، روح الرب ينزل عليه، روح الحكمة والفهم والمشورة، روح القوة والمعرفة والتقوى، ويبتهج بمخافة الرب، لا يقضي بحسب
ما ترى عيناه، ولا يحكم بحسب سماع أذنيه، بل يقضي للفقراء بالعدل وينصف الظالمين بكلام كالعصا ويميت الأشرار...)، ومن هم الأشرار غير اليهود
المفسدون في الأرض وأتباعهم الظلمة! ولقد ورد ذكر دولة في سفر أشعيا تحت عنوان مملكة السلام، وحينما نقرأ تلك النصوص نجدها مطابقة لما ورد
في الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في شأن الإمام المهدي عليه السلام. وأورد الإمام يوسف بن يحيى المقدسي في عقد الدرر
عن سالم الأشل قال: سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام، يقول:" نظر موسى عليه السلام في السفر إلى ما يعطى قائم آل محمد صلى الله
عليه وسلم، فقال موسى: رب اجعلني قائم آل محمد. فقيل له: إن ذلك من ذرية أحمد. فنظر في السفر الثاني فوجد فيه مثل ذلك، فقال مثل ذلك فقيل له
مثل ذلك.ثم نظر في السفر الثالث، فرأى مثله، فقال له مثله".
إن زوال إسرائيل و نهاية ظلم أمريكا وأعوانهما أصبح أمرا محسوما، تبقى المسألة مسألة وقت فقط. وما الأزمات الاقتصادية الحادة والأوبئة الخطيرة
وتقلبات الطقس الغريبة، إلا بداية لنصر الله عباده المستضعفين، وتهيئ لظروف ملائمة لانطلاق دعوة الإمام المهدي عليه السلام، هذه الدعوة الذي
تؤيد من طرف الله بشكل لا نظير له. قال عز وجل في سورة البقرة: "لهم في الدنيا خزي"، "عن السدي قولهلهم في الدنيا خزي)، أما خزيهم في الدنيا،
فإنهم إذا قام المهدي وفتحت القسطنطينية قتلهم.. وأما العذاب العظيم، فإنه عذاب جهنم الذي لا يخفف عن أهله، ولا يقضى عليهم فيها فيموتوا " (جامع
البيان في تأويل القرآن: تفسير الطبري).
اللهم وفقنا لنصرة امامنا المهدي المنتظر وعجل لنا ظهوره انهم يرونه بعيدا ونراه قريبا